الإتجاهات والحركات الفنية المؤثرة في النظريات المعاصرة في التربية الفنية

الفن هو أفضل طريقة للتعبير التى توصل إليها الإنسان، ونحن إذ نتعرف على حضارات السابقين منذ عدة آلف من السنين حينما ندرس الفنون التى تركتها لنا الحضارات، فلم يعرف أى نشاط إنسانى بالاستقرار كما عرفت به الفنون التشكيلية, ولن نتوصل إلى فهم الجنس البشرى وتاريخ الإنسان على  سطح الأرض إلا إذا سلمنا بأهمية وتفوق المعرفة التى يجسدها الفن. والفن موجود فى كل مكان فى شتى مظاهره مستمراً وخالداً. فقد صنع الإنسان أشياء تمس حاجته واهتماماته لإضفاء البهجة والراحة على عالمه فى صورة أشكال ورموز كلغة عالمية لها أبجديتها وعناصرها الخاصة بها لتبليغ معنى أو رسالة، ويحاول الفن فى جميع نشاطاته الأساسية أن يحدثنا عن شىْ ما فى الكون، حول المجتمع والبيئة، أو حول الإنسان والفنان نفسه. (حلوان)

وعالم المعرفة هو نهج للمعرفة ذو قيمة للإنسان، والفن أصيل وراسخ لأنه ينبع من النفس البشرية من الأرض والمعتقدات والماضى والتاريخ. وعندما نقر بأن الفن طريقة متوازية للمعرفة، بل وأنه متميز على سائر الطرائق التى بواستطها يتوصل الإنسان إلى فهم كونه وبيئته ومجتمعه ونفسه، عندها فقط يتاح لنا تقدير أهمية الفن فى تاريخ الإنسان. (حلوان)

أشتهرت الفنون بالعديد من الإتجاهات والحركات الفنية التي يقودها الفنانين على مبدأ فكري يصاحبة بيان يُنشر. لذلك عندما يتنامى إلى مسامعنا مصطلح الفن تتبادر تباعاً اسماء لامعة لفنانيين برزوا في هذا المجال، مفعلين بذلك منهجية وأسس تاريخية نتج عنها نظام تعليمي للفن، لذلك نجد مسمى تعليمي للفنون مثل الفنون الجميلة، التربية الفنية، الفنون البصرية، التربية التشكيلية، و التربية التكوينية. وكل ذلك على أساس تعليمي وتربوي محدد من قِبل مختصين. (الباحثة)

" إن التربية الفنية علم لا يزال يتطور بتطور الفكر التربوي وخصوصية تدريس المادة حيث أن مادة التربية الفنية بمفهومها المعاصر تؤكد على استخدام الطالب لحواسه من أجل إدراك الجماليات في البيئة والطبيعة ومن ثم التطلع إلى التاريخ والتراث الفني والاستفادة من ذلك كله من خلال الانتاج الفني في التعبير عن الذات من خلال ما ينتجه وما يختاره الطالب من موضوعات وبالتالي تنعكس تلك التربية وتلك الثقافة الفنية على نفسه وعلى حياته اليومية". (قزاز،2008)

"لقد تطور تدريس التربية الفنية (Art Education) في بلادنا العربية وفي المملكة العربية السعودية تحديداً مستمداً الأفكار التي قام عليها من الثقافة الغربية، إلا أنه ظل ولعقود يتأرجح بين التغيرات الحاصلة في تدريس التربية الفنية ابتداءً من اتجاه الرسم من الأمشق والرسم من النماذج إلى اتجاه الرسم من الخيال ونظرية التعبير والإبداع الفني ثم مجيء الاتجاه المعرفي في تدريس التربية الفنية، وحتى مجيء اتجاهات أخرى ومنها الاتجاه القائل بتدريس الفن كفرع من العلوم الإنسانية (Art and Humanities) التي تبحث في طبيعة وتطور حياة الإنسان". (قزاز،2008)

في هذا التقرير تطرق الباحثة إلى الإتجاهات والحركات الفنية لمحة كمدخل لمحاولة تحديد أثرها في النظريات المعاصرة في التربية الفنية.

أولاً: الإتجاهات الفنية

اتجاهات: ِتِّجاه: تهيّؤ عقليّ لمعالجة تجربة أو موقف من المواقف تصحبه عادةً استجابة خاصّة ، ميل. (المعاني)

بعض المهتمين بالفن صنفوا بعض المدارس الفنية ذات المفهوم المغاير والمختلف. حيث أشار مقداد بأن إلاتجاهات تتمثل في: السريالية، العبثية، الكلاسيكية الجديدة، الأكاديمية، الفن التلقائي، الأوب آرت، البوب آرت، السبورياليزم، آرت بوفيرا، والأيقونة. (مقداد)

تتوافق الباحثة مع هذا، حيث أن الحركات السابقة أتت كردة فعل مصاحبة للحرب العالمية الأولى، والتي تطورت فيما بعد حتى الحرب العالمية الثانية المنتجة بذلك الفن اللاشكلي، الفن البصري، العلم التخيلي، والتجريد الجديد.

ثانياً: الحركات الفنية

الحركات

الجمع : حَرَكات، الحرَكة : إشارة ، إيماءة، الحرَكة : كل مظهر عام من مظاهر النَّشاط حركة ثقافيّة / سياسيّة / فكريّة / تحرريّة / نقابيّة / سياحيّة. (المعاني)

صنف الدكتور أمهز أن الحركات الفنية متمثلة في الرسم والتصوير والنحت. (أمهز)

أصطلح على تسمية الحركات أو المدارس، أو المذاهب الفنية التي ظهرت في مجال الفنون بعد الثورة الفرنسية منذ عام 1789م، وحتى نهاية الحرب العالمية الأولى 1914م. بينما يطلع على اسم الفن المعاصر على الاتجاهات الفنية التي ظهرت بعد الحرب العالمية الأولى وحتى اليوم. (سلمان)

وترى الباحثة أن الحركات الفنية متمثلة في المدارس الفنية منذ النشأة اي منذ الكلاسيكية مروراً بعصر النهضة وحتى الفن الحديث لطالما هذه الحركة تمثل مظهر نشاط جماعي لمجموعة من الفنانيين.

أثر الإتجاهات والحركات الفنية على نظريات التربية الفنية المعاصرة

بما لاشك فيه، وكما تم الإشارة له مسبقاً بأن التربية الفنية نشاط متطور للفن ولتعليمة. لذلك سعوا المختصين في خلق نظريات تساهم في تفعيل التربية الفنية كمقرر تعليمي لابد من الإستفادة منه. ولتعزيز فعاليته بين المقررات الأخرى.

إن الدارس للتربية الفنية، أو الأكاديمي لا ينفصل عن هذه الحركات والإتجاهات للإستزادة الضرورية والفعلية المفعلة لموقف العملية التعليمية له. فمن النظريات المعاصرة في التربية الفنية نجد نظرية النقد الفني والتي لازالت حتى اليوم تطور وتمارس بل وتعتبر فائقة الضرورة في الممارسة الفنية، الإنتاج الفني، وغيرها نذكرها فيما يلي بإيجاز كنقاط:

1.     نظرية التذوق الفني.

2.     نظرية النقد الفني.

3.     نظرية الإنتاج الفني.

4.     نظرية التطور الإبداعي.

5.     نظرية تكوين المفاهيم.

6.     نظرية الصحة العقلية.

وكردة فعل واستمرارية في التطوير لهذا المجال ظهرت دراسات تابعة لتطور هذه النظريات وكمعاصرة للتقدم التكنولوجي للمجتمعات حتى كاد أن يصبح ضمن مسار أو إطار سهل التناول. فمن ضمن هذه الدراسات كالآتي، ستتطرق الباحثة فيما بعد بالحديث عنها بإسهاب كدراسات تابعة:

1.     المتاحف والمعارض المتنقلة.

2.     الموهبة والابتكار ورعاية الموهوبين.

3.     الاستخدام الإلكتروني أو الحاسوبي لتحقيق بعض أهداف التربية الفنية.

4.     ارتباط التربية الفنية في تنمية ثقافة الطفل.

5.     الفنون والثقافة البصرية.

كمواكبة لمجريات ومعطيات العصر لن تتوقف كل المحاولات في تطوير التربية الفنية، هذا التطور ليس اختياري بل إجباري لما تتطلبة البيئة والحاجات العصرية والإجتماعية، وكل هذا يعود إلى الثقافة البصرية المنتشرة بين أفراد الأمم. فيما يلي إستعراض لبعض هذه الدراسات.

 

الدراسات المصاحبة والموضحة لأثر التربية الفنية وملازمتها للتطور على الأفراد:

أولاً: المتاحف ودورها التربوي وإمكانات تحقيق التربية المتحفية بمدارس المملكة العربية السعودية ومتاحفها.

الباحث: أ.د. محمد حسين الضويحي.

تمثلت مشكلة البحث في تحديد الدور التربوي للمتاحف وبحث إمكانات تحقيق هذا الدور بمدارس المملكة العربية السعودية وبمتاحفها. أما أهمية هذا البحث تلخص في أنه يعد إضافة جديدة للدراسات النادرة في مجال التربية المتحفية، كما أورد بعض البرامج التربوية المتحفية التي طبقت ومازالت تطبق في بعض البلدان العربية.

اهداف هذا البحث:

1.     التعريف بالمتاحف وبدورها التربوي.

2.     التعريف بالبرامج التربوية للمتاحف.

3.     توضيح كيفية التعاون بين المدارس والمتاحف.

4.     توضيح إمكانات تحقيق التربية المتحفية في مدارس المملكة

وقد انتهج الباحث المنهج الوصفي التحليلي لملاءمته لهذا الموضوع، وتوصل إلى النتائج التالية:

1.     إن المملكة العربية السعودية غنية بآثارها ومواقعها الأثرية.

2.     تمتلك المملكة العربية السعودية الكادر البشري الذي يمكن تأهيلة بأحدث الطرق وإعداده في مجال التربية المتحفية.

3.     يؤكد الباحث بأن هذه الامكانات الواسعة تساهم في قيام التربية المتحفية الناجحة في المملكة التي ستؤدي إلى أن يستفيد منها كل المواطنين صغاراً وكباراً.

ثانياً: المعارض المتنقلة كوسيلة فعالة للتثقيف بالفن

للباحثة: هالة محمد حسين محمد

استخدمت الباحثة المنهج التحليلي في تحليل المعلومات المستخلصة من المراجع العلمية للتعرف على أثر المعارص المتنقلة إلى إثراء النشاط الفني والعلمي في مصر.

مشكلة البحث:

1.     كيفية تطبيق هذا التواصل من خلال وجود استراتيجية حقيقية للؤسسات الجماهيرية والحكومية التي تهدف إلى ذلك وتعمل على تحقيق الفعالية.

2.     قلة عدد قاعات العرض وحصرها داخل أماكن محددة وليس على نطاق واسع لايساعد على نشر المعلومة الفنية أو العلمية لأكبر عدد ممكن من المجتمع المصري.

3.     تعتبر هذه النوعية من الأساليب الجديدة لتصميم المعارض وتحتاج إلى مختصين في مجال العمارة الداخلية في الدراسة والتحليل وابتكار الجديد منها حسب استخدامها الوظيفي.

أهمية البحث:

1.     التواصل الدائم للفن مع المجتمع وذلك لإثراء وتنشيط الحركة الفنية المصرية وللإرتقاء بالذوق العام وتأصيل القيم التراثية والثقافة المصرية لتأكيد معالم الهوية المصرية التي تكاد أن تتبدد أنام الآثار السلبية للعولمة.

2.     فاعلية الإشتراك بين الهيئات الثقافية وأفراد المجتمع وتبادل الثقافات والمعلومات.

أهداف البحث:

1.     إلقاء الضور وتوجيه أنظار المختصين في مجال تصميم المعارض على هذه النوعية من المعارض للوصول بها إلى لغة تشكيلية مبتكرة.

2.     تنشيط الحركة الفنية التشكيلية وإعطاء الفنان المصري المزيد من حرية الإبداع وإتساع نطاق نشر الأعمال الفنية من خلال المعارض المتنقلة.

3.     زيادة الوعي الثقافي لعامة الشعر من خلال نقل القيم الفنية التشكيلية والجمالية للأعمال الفنية من خلال تلك الحركة الفنية لإعطاء المزيد من النمو المعرفي لزيادة المدارك العقلية للمساهمة في خلق الإنسان المصري المبدع المثقف القادر على التفاعل مع المعطيات الجديدة لثورة المعلومات.

4.     غرض بعض النماذج وتطبيق الدراسات والمفاهيم الفنية في توظيف مساحة العرض والفراغ الداخل والخارجي من خلال عناصر تصميم العمارة الداخلية.

 

ثالثاً: الموهبة الفنية مفهومها، طرق إكتشافها، ورعايتها

للباحث د. علي بن يحيى الزهراني

مشكلة البحث:

تبرد مشكلة البحث في عدد من المسببات من أبرزها تحديد مفهوم الموهبة الفنية وماهية الموهوب فنياً، دقة معايير أو أساليب الكشف عن الموهوبين فنياً على مستوى المؤسسات التعليمية في المملكة ومدى مسايرتها للمتغيرات في حقل التربية الفنية، ومايستجد من أساليب علمية مدروسة في الكشف عن أصحاب الميول والإستعدادات الفنية الخاصة، وتحديد سبل الرعاية المناسبة للفئة المستهدفة.

أهداف البحث:

1.     تحديد الموهبة ومفهومها.

2.     التعرف على بعض الأساليب المساعدة في الكشف عن الموهية والموهوب فنياً.

3.     مدى تأثير تصنيف الموهوبين وأصحاب الميو الخاصة من الطلاب في فصول خاصة متجانسة الخواص على تحصيلهم الدراسي والمواقف التعليمية.

أهمية البحث:

1.     الإهتمام بالموهوبين وأصحاب القدرات الخاصة ورعايتهم في حقل التربية الفنية يسلتزم  تحديد أساليب وإجراءات علمية دقيقة للتعرف عليهم والكشف عن مواهبهم حتى يمكن مقابلتهم بالشكل الذي يكفل لهم الرعاية والاهتمام المناسبين.

2.     إن رعاية المواهب والميول الفنية الخاصة تحتاج إلة برامج وأنشطة وممارسات مدروسة تتناسب وطبيعة نوع الموهبة عند الفرد.

3.     حسب علم الباحث لايوجد أسلوب علمي مدروس وموحد للكشف عن الموهوبين فنياً على مستوى الجهت المعنية برعاية الموهوبين في المملكة العربية السعودية مما يترتب عليه عدم الدقة في التعرف على أصحاب المواهب الحقيقية وإلحاقهم بالبرامج المناسبة للميول والاستعدادات المميزة عند كل منهم.

رابعاً: دور الكمبيوتر كأداة تكنولوجية حديثة في تحقيق بعض أهداف التربية الفنية

للباحث: د. حنا حبيب رمله.

مشكلة البحث:

1.     ما مدى إمكانية إسهان الكمبيوتر كأداة تكنولوجية حديثة في تحقيق أهداف التربية الفنية؟

2.     مالالإسهامات التي يمكن أن يقدمها الكمبيوتر لكل من المعلم والمتعلم في ميدان التربية الفنية؟

3.     ما الأهداف التي يمكن أن يسهم الكمبيوتر في تحقيقها في ميدان التربية الفنية؟

اهداف البحث:

1.     من أبرز أهداف التربية الفنية العامة مسايرة التقدم العلمي والتكنولوجي.

2.     التعرف على امكانية استخدام الكمبيوتر في تدريس التربية الفنية.

3.     إبراز العلاقة بين التقدم العلمي والتكنولوجي ومجال التربية الفنية.

4.     تحديد الأهداف التي يمكن أن يسهم الكمبيوتر في تحقيقها في ميدان التربية الفنية.

أهمية البحث:

1.     الأدوات التي يستخدمها الفنان والطالب والتربية الفنية لاتتقيد بحدود معينة بل تتقبل كل جديد مفيد.

2.     مجال التربية الفنية يستوعب كل جديد وحديث في المجالات الفنية والعلمية والتكنولوجية.

3.     الأهداف العامة للتربية الفنية تتصف بالمرونة والطواعية لكل معطيات العصر الحديث.

كما يتضح مسبقاً بأن بعض الدراسات في مجال التربية الفنية أخذت منحيات مختلفة ومتنوعة وملاصقة لتقدم العصر. وهذا مايثبت بأن التربية الفنية والقائمين عليها لن يستطيعوا ان لا يتبكرون الأفكار الجديدة ويعملون على دمجها في المجال حتى أصبح هناك مايسمى بالثقافة البصرية، وكل هذا يتعلق بمفهوم المواكبة ومتعلق ايضاً بتوجه الحياة وماتفرضة علينا من حاجات اصبحت حاجة ترتقي بالذوق العام.

 

المراجع

قاموس المعاني

http://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar

منتديات فني – مقالات في التربية الفنية

http://art.pub.sa/articals/forum/viewthread.php?forum_id=4&thread_id=3

الاتجاهات الفنية الحديثة

http://carve.yoo7.com/t7-topic

جامعة حلوان

http://www.helwan.edu.eg/chinese/?p=424

أمهز، محمود التيارات الفنية المعاصرة 2009. شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، الطبعة الثانية. بيروت

سلمان، عبداللطيف الحركات الفنية الحديثة. الجامعة الدولية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا.

رمله، د.حنا حبيب. دور الكمبيوتر كأداة تكنولوجية حديثة في تحقيق بعض أهداف التربية الفنية. المؤتمر العلمي السادس، جامعة حلوان 1997م

الزهراني، د. علي بيحيى. الموهبة الفنية مفهومها، طرق اكتشافها، ورعايتها. مجلة كلبة التربية- جامعة المنصورة، العدد 47-الجزء الثاني- سبتمر 2001م

محمد، د. هالة محمد حسين.  المعارض المتنقلة كوسيلة فعالة للتثقيف بالفن. المؤتمر العلمي التاسع لكلية التربية الفنية- جامعة حلوان 2006م

الضويحي، د. محمد حسين. المتاحف ودورهها التربوي وإمكانات تحقيق التربية المتحفية. محكم ومنشور في مجلة" بحوث في التربية الفنية والفنون" مجلة ربع سنوية تصدرها كلية التربية الفنية ـ جامعة حلوان- المجلدالسابع عشر ـ العدد السابع عشر - فبراير 2006م.