الخميس، 7 مايو 2020

الموهبة والتفوق والابتكار /المقال التكميلي


"الموهبة والتفوق والابتكار"

المقال الثاني


تحتل الموهبة والتفوق والابتكار محل بيئة ثرية وخصبة للتناول الأكاديمي في الدراسات والأبحاث العلمية، وتم تناولها مرتبطة بالنظريات ذات العلاقة مع مجموعة من العلماء الذين أسهموا في هذا المجال سواء كانوا من الحقل العلمي ذاته او كانوا من علماء النفس؛ وذلك لأهداف تعود على الجميع بالنفع والفائدة العلمية. سوف نستعرض في هذا المقال التكميلي مجموعة من نظريات علم النفس والابتكار ذات العلاقة.

®    نظرية علم النفس والابتكار: فيها يكون التعبير عن حيلة دفاعية تسمى بالإعلاء وفيها يعبر الفرد عن طريق هذه الحيلة الدفاعية اللاشعورية عن طاقاته السلبية او العدوانية في صورة يقبلها المجتمع. الذي يحدث اثناء العملية الابتكارية هو ان يبتعد المبتكر عن الواقع الى حياة وهمية يسمح له في اثنائها بالتعبير عن المحتويات اللاشعورية التي لم يستطع اشباعها في اثناء حياته الواقعية وهكذا يصبح الابتكار تعبيرا عن محتويات لاشعورية مرفوضة اجتماعيا في صورة يقبلها المجتمع. اي ان الابتكار ما هو الا استجابة للعديد من الدوافع المرفوضة اجتماعيا والتي يتم تغييرها او تبديلها من خلال التسامي والاعلاء الى دوافع مقبولة اجتماعيا. وفيها يقوم المبدع بتحويل اتجاهاته بعيدا عن الواقع لعدم قدرته على تلبية متطلباته.

®    نظرية المثير- الاستجابة: تُعرف هذه النظرية عملية الابداع على انها تجميع العناصر المترابطة في تشكيلات معينة لمقابلة الحاجات او لتحقيق بعض الفائدة. وكلما كانت هذه العناصر متنافرة وغير متجانسة ارتقى مستوى الابداع. كما تفسر هذه النظرية العملية الابتكارية بأنها الوصول الى تكوينات جديدة من عناصر ارتباطيه بحيث تتوافر فيها شروط معينه، وكلما تباعدت العناصر التي ترتبك لتكون التشكيل او الارتباط الجديد كان ذلك دليلا على ارتفاع مستوى القدرة على التفكير الابتكاري.

®    نظرية الجشتالت والابتكار: يعتبر الابتكار لدى هذه النظرية بأنها عملية إدراك الموقف بشكل أعمق واعادة تنظيم الحقائق في ضوء قوانين الاتضاح والوحدة والعزل والتوازن، واكتشاف التناغم والتناسق وسد الثغرات والفجوات والوصول الى شكل جديد. اي ان هذه النظرية تفسر الابداع والتفكير من خلال المجال الادراكي للشخص المبدع فإذا تم رؤية المجال وادراكه بشكل بنائي أعمق ادى الى ادخال تعديلات واحداث تغييرات في المعنى الوظيفي وهذا بدورة يؤدي الى ظهور الافكار الابتكارية الابداعية. يتضمن الابداع لدى هذه النظرية التفاعل الخصب بين الخيال وحريته وصوره وتلقائيته التي هي أقرب الى المعرفة الحدسية وبين العمليات العقلية كالإدراك والتجديد والاستدلال والتحليل والتركيب.

®    المنظور الانساني للابتكار: يرى اصحاب هذه النظرية بأن الابتكار متواجد عند جميع الافراد ولكن بدرجات مختلفة ومتفاوتة هذا بالإضافة الى ان انسان مزود بإرادة تدفعه الى النمو المستمر والتطور الذي يدفعه الى تحقيق ذاته والى تفتح واستثمار امكاناته وحرية الانسان محدودة بطبيعة تكوينه مع الآخرين. يؤكد أصحاب هذه النظرية على الدوافع الابداعية ودورها في النشاط الابداعي ويرون الابداع يتضمن فقط جوانب ايجابية وصحية ناضجة ومتطورة ومحققة للذات فقط.

®    نظرية السمات والابتكار: تتمثل في آراء ووجهات نظر جيلفورد وميريفلد وبارون. حيث يرون ان الابتكار تكوين مركب من عدد من الخصائص الشخصية وهذه الخصائص قد تكون استعدادات عقلية وربما تكون دافعية او انفعالية، يعتمد الابتكار على مجموعة من السمات الثابتة نسبيا والتي تميز الانسان عن غيره. 

أدرك جيلفورد ان الابتكار عملية عقلية من الدرجة الاولى لكن الانتاج الابتكاري يتطلب توافر عدد من العوامل الدافعية عند الفرد مثل الميل نحو التفكير المنطلق وتحمل الغموض وعوامل انفعالية مثل الثقة في النفس والاكتفاء الذاتي والميل الى المخاطرة والاستقلال في التفكير. كما اكتشف جيلفورد بأن هناك ثلاث قدرات رئيسية للابتكار هي الطلاقة، المرونة، والأصالة. وان مكونات التفكير الابتكاري لديه تلخصت فيه الحساسية للمشكلات، القدرة على التركيب، القدرة على التخيل، القدرة على التنظيم، الطلاقة، المرونة، الأصالة، والتقييم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق