الخميس، 7 مايو 2020

العوامل المساهمة في تنمية الابتكار



إن التفكير الابتكاري يعد أحد أهم الأهداف التربوية التي تسعى المجتمعات الإنسانية إلى تحقيقها وقد أكد مجموعة من العلماء مثل جليفورد وماسلو وتورانس أن مرحلة الطفولة المبكرة من المراحل الخصبة لدراسة الابتكار واكتشاف المبتكرين فان الابتكار إذا لم يشجع في مرحلة الطفولة فان تشجيعه بعد ذلك يكون ضعيف الجدوى وقد أكدت أبحاث عديدة أن الابتكار صفة مشتركة بين جميع الأطفال إذ أن الطفل قادر على الابتكار الفوري لأنه يولد وهو مزود بدرجة عالية من الوعي وان الاتجاه البشري كامن في الجنس البشري لذا يمكن تنمية قدرات الابتكار لدى الأطفال في رياض الأطفال من خلال أنشطة متعددة يقوم بها الطفل بعد تهيئة المناخ المناسب له نفسيا واجتماعيا وبيئيا
فهناك أساليب خاطئة تربويا ونفسيا تمارس داخل رياض الأطفال تحد من قدرات الابتكار لدى الأطفال مثل التسلط - الحماية الزائدة - الإهمال-إثارة الألم النفسي - التفرقة في معاملة الأطفال -التردد في اتخاذ القرارات وغيرها وكل ذلك يؤثر سلبيا على تنمية قدرات الابتكار لدى الأطفال

أهم الصفات التي يتحلى بها الطفل أو الشخص المبتكر هي:
·       مرونة التفكير: وتعني المرونة في التفكير العقل المتفتح المدرك للأشياء بسهولة تامة
·       الاستقلال الشخصي: وهذه الصفة تظهر من خلال تمركز الطفل حول ذاته متحررا من القيود الاجتماعية مما يخيل للمعلمة بأنه غير اجتماعي أو ضد التقاليد الاجتماعية
·       تحمل الغموض: يظهر الشخص المبتكر استقلاله من خلال تحمله للغموض في حياته ومن خلال رغبته في تقبل الشكوك فيمن حوله وتفضيله الادراكي في الغالب يكون نحو المعقد وغير المنظم من الأشياء ويشعر بالرضا عند تحديه للأمور الصعبة
·       تحمل الأخطاء: وتظهر ملامح هذه الصفة من خلال عدم خوف الطفل من الوقوع في الخطأ وتقديم حلول بديلة متعددة لأي مشكلة تعترضه
·       تمتعه بقدر مناسب من الذكاء: يعتقد كثير من المشتغلين في ميدان الابتكار أن الطفل المبتكر يلزمه قسط مناسب من الذكاء
·       انخفاض مستوى القلق: يتمتع الطفل المبتكر بالصحة العقلية وهذا يؤدي لانخفاض مستوى القلق لديه فكلما كان الطفل أكثر نضجا من الناحية الادراكية كلما استطاع أن يوظف مجموعة من المفاهيم فالابتكار يزيد من ظروف الأمان النفسي القائم بين الذات والموضوع
·       الاهتمام بالمعاني والعلاقات: فالطفل المبتكر أكثر اهتماما بالمعاني والعلاقات بين الأشياء وتوظيف المعلومات والمفاهيم الواسعة أكثر من الطفل العادي الذي يهتم غالبا بالتفاصيل الصغيرة من الأشياء

وهنالك طرق تنمية التفكير الابتكاري لدى الأطفال وهي كالآتي:
·       بيئة اللعب: من الضرورة بمكان أن نهيئ للطفل بيئة تساعده على الاكتشاف واللعب من غير قيود وخوف تخريب أثاث المنزل أو تكسير الأواني، وغيرها من أثاث البيت، وحتى في البيوت المغلقة، والتي لا تجد مساحة كافية لتهيئة مثل هذه البيئة، فلا أقل من تحديد مكان في غرفته أو ركن في البيت ليكون مكان لعبه واكتشافاته.
·       التكيف مع أفكارهم: قبول أفكار الأطفال دون تسفيهها أو وضع قيود عليها، ومحاولة النزول لفهمهم، ومجاراتهم في أفكارهم، حتى لا نوقف عملية توليد الأفكار، والتي هي أحد أهم أسس الابتكار، ولا يمنع من تعديل بعض الأفكار الخاطئة بحكمة ولين دون إبداء العنف والمصادمة، لأن ذلك من شأنه تعويق توليد الأفكار، وهذا يستلزم إبداء الأسباب والأدلة عند تعديل بعض الأفكار الخاطئة.
·       حلول مبتكرة: تعزيز الابتكار لدى الأطفال يتطلب الكثير من الابتكار من جانب الكبار، وهذا يدعونا لإبراز الحلول المبتكرة للمشاكل التي تحدث كل يوم، وجعلها جزءاً أساسياً في منهج تربية الأبناء، يشاهدونها ويتأثرون بها، مع تعمد التحدث عنها، وإعطاء الفرصة لمشاهدة ابتكاراتنا، مع إشراكهم معنا في تنفيذ هذه المبتكرات.
·       الحلول الجاهزة: أعط الطفل فرصة ووقتاً كي يكتشف جميع الإمكانات، والحلول، واجعله يتحرك من العموميات إلى الأفكار الأصلية، وإياك وتجهيز الحلول له قبل إعطائه هذه الفرصة. إن بعض الآباء يظن أنه عندما يقوم بإعطاء الأجوبة الجاهزة يساعد أبناءه على النمو الفكري، والحقيقة غير ذلك تماماً، حيث إن ذلك يقتل عنده قدرة التفكير بحلول جديدة، أو حتى محاولة التفكير بحلول.
·       طرق التفكير: ركز على طرق التفكير أكثر من التركيز على النتائج، فليس مهماً أن يكسب المسابقة، أو يحصل على الأول بقدر ما يهم ما قام به من طرق للتفكير توصل بها لذلك الحل، وذلك بالثناء على طرق تفكيره أمام الآخرين ورصد هدايا للحلول الصحيحة وهدايا بطرق التفكير السليم.
·       التحدث والتفاعل معهم: التحدث مع الأطفال ساعة كاملة يومياً على أقل تقدير عن أنشطتهم اليومية، وكيفية قضاء أوقاتهم في الروضة أو الابتدائية، وعن أساتذتهم أو معلماتهم، ومن هم أصدقاؤهم في المدرسة، وما هي أنشطتهم في البيت، ومع أقاربهم، أو خارج البيت في النوادي ومع أصدقائهم، وعن مشاكلهم، وكيف وضعوا لها الحل، وعن علاقاتهم بمعلميهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق